يعتبر البكاء حالة من حالات التعبير عن المشاعر المكبوتة في نفس الإنسان ، ويلجأ الكثير من الناس إلى البكاء في لحظات معينة حين يشعرون أنه أبلغ وسيلة للتعبير عن مشاعرهم أو لفت الإنتباه إلى معاناتهم ، و إن للبكاء تأثير في نفوس الناس بشكل عجيب ، فالإنسان حينما يرى شخصا يبكي فإنه يتوجه بكل مشاعره وبتلقائية نحوه ليسأله عن سبب بكاءه ، وتشتهر الأنثى بالبكاء أكثر من الرجال ، ذلك أن الأنثى بطبيعتها تغلب عاطفتها على عقلها أحياة كثيرة ، فترى عينها قريبة جدا إذا رأت شيئا يحزنها أو سمعت بخبر يقلقلها ، بينما ترى الرجال يحاولون قدر الإمكان كبت مشاعرهن والامتناع عن البكاء وخاصة أمام الناس لظن الذكر أن البكاء يقلل من هيبة الرجولة وينقصها ، وإنّ للبكاء عموماً صور مختلفة متنوعة ، فما هي اللّحظات التي يبكي فيها الإنسان ؟
يبكي الإنسان حين يصيبه الحزن ، فالحزن هو أول الحالات التي تستثير الإنسان للبكاء ، فالإنسان حين يسمع خبراً عن موت قريب له يحزن لذلك حزنا عميقا فتنهمر دموعه ، والإنسان الذي يشغله هم أمته وما تتعرض لها من نكبات يحزن لذلك فتراه تدمع عيناه وهو يرى الأطفال يقتلوا في فلسطين على أيدي الصهاينة ، وكذلك الحال مع دول إسلامية كثيرة .
وكذلك تعتبر حالة الفرح والسرور الكبير من الأمور التي تحفز بعض الناس للبكاء فتراهم حين يسمعون خبر نجاحهم في اختبار قد تعبوا من أجله وسهروا الليالي تنهمر دموعهم فرحا ، وكذلك الحال مع مواقف كثيرة يفرح الإنسان فيها كالانتصار على عدو ، أو حصول فرج كبير للإنسان من بعد شدة وعناء .
وكذلك من الأمور التي تجعل الإنسان يبكي حالة الخشية والرهبة من الله تعالى ، فالإنسان التقي المؤمن الذي يخاف ربه جل وعلا تراه إذا أذنب ذنبا جزع لذلك وبكت عيناه ، كما حدثتنا كتاب الزاهدين عن حالهم مع ربهم في خلواتهم وكيف كانت عيناهم تجود بالدمع تقربا إلى الله تعالى ، وفي الحديث فضل بكاء العين حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله عينان لا تمسهما الناس ومن بينها عين بكت من خشية الله .
وأخيراً هناك حالة يبكي فيها الإنسان ونسأل الله تعالى أن نكون بعيدين عنها وهي حين يتعرّض الإنسان إلى مرض الإكتئاب النفسي حيث يبكي بدون سبب ، عافى الله جميع المسلمين من ذلك .
المقالات المتعلقة بلماذا يبكي الانسان